نظراً لتقدُّم العلوم التقنية، وحاجة
الأمة لخدمة تليق بهذا الكتاب المبارك وتقوم بحقِّه، وقياماً بواجب النُّصرة، وخدمة
لسنة خير الخلق صلى الله عليه وسلم، لاسيَّما بعد هذه الحرب الضَّروس التي نشهدها على صحيح البخاري
خصوصاً وعلى السُّنة النبوية المطهَّرة عموماً، ما دفع كثيراً من الباحثين والمتخصصين
لتوجيه الدعوات بضرورة إخراج نسخةٍ متقَنةٍ مضبوطةٍ لصحيح الإمام البخاري ☼
مقابلةٍ على نسخ خطية معتمدة، تحل الإشكاليات الموجودة في النسخ المطبوعة التي تتداولها
الأيدي، وتكشف اللثام عن طرق وروايات الصحيح التي تناولتها شروحه ولمَّا تأت عليها
أي من النسخ المطبوعة له، لذلك كلِّه فقد قامت دار الكمال المتحدة باستثمار إمكانات
أجهزة الحاسوب لخدمة هذا المصدر الحديثيِّ الفذِّ، ليتيسر لطلاب العلم والباحثين في
كل بقاع الأرض أقصى إمكانيات الاستفادة من الجهود المباركة لعلماء الأمة المخلصين وشموسها
العاملين، فكان هذا البرنامج الرائد الذي جمع فأوعى، وضمَّ بين ثناياه وحوى الكثير
من هذه الكتب والمراجع، المطبوع منها والمخطوط على حدٍّ سواء، فأشبع نهمة الطالب، وسدَّ
جَوعة الباحث، بأسلوب تقني حديث ومميز.
حيث تمَّ جمع ما أمكن جمعه من الأصول
الخطية للجامع الصحيح، وكذا للكتب والمؤلفات التي ألِّفت حوله أو دارت في فلكه، وقد
تجاوزت نسخ الصحيح الخطية الثلاثمائة نسخة، وتجاوزت عدد المؤلفات المائتي عنواناً حتى
الآن، بعضها يتألف من ورقات معدودة، وبعضها يربو عن ثلاثين مجلداً، وقد استغرق منَّا
هذا الجمع أكثر من ثماني سنوات، ولا يزال العمل عليه قائماً على قدمٍ وساق، وخلال هذه
الفترة بدأ العمل بضبط صحيح الإمام البخاري على نسخ خطية غاية في النَّفاسة والضبط
والإتقان، وكذا ضبط ومقابلة الكتب من أمهات الشروح والحواشي
والجوامع وكتب الرجال على أصولها الخطية.
وفي نفس الوقت كان العمل مستمراً دون
كللٍ لإنجاز البنية البرمجية للمشروع، والتي ستجمع كلَّ هذه المؤلفات مع أصولها الخطية
ضمن برنامج حاسوبي واحد، قد وصفه أكثر من عالم وباحث بأنه مشروع الأمة في هذا القرن
بلا منازع، فللَّه الحمد والمنة.
للاستزادة
:
رابط
الموقع :
0 تعليق على موضوع " موسوعة صحيح البخاري ..شاملة لرواياته وشروحه ومخطوطاته والدراسات المتعلقة به "
الإبتساماتإخفاء